دليل الطاقة للصناعات بدول الخليج لخدمة المنشآت الصناعية
"جويك": تسعى لترشيد الاستهلاك وخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون
كشفت "منظمة الخليج للاستشارات الصناعية" (جويك) أنها استطاعت عبر برنامج المعونة الفنية الصناعية، خلال السنوات الخمس الماضية أن تسهم في خفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، في قطاع المعادن بمعدل 744 طناً، وفي قطاع التعبئة والتغليف بحوالي 709 أطنان. وقد وضعت المنظمة اللمسات الأخيرة على إصدارها الجديد "دليل الطاقة للصناعات في دول مجلس التعاون الخليجي" الذي يشكل مرجعية لأصحاب المصانع والإداريين والعاملين فيها تساعدهم على ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها، إلى جانب تضمنه معلومات هامة حول وضع الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار الأمين العام للمنظمة الأستاذ عبد العزيز بن حمد العقيل إلى أن "نتائج العديد من الدراسات والتقييمات الفنية التي أجرتها "منظمة الخليج للاستشارات الصناعية" أظهرت وجود فرص كبيرة للتوفير من التحسين في كفاءة استخدام الطاقة في القطاع الصناعي، وكثير منها فعالة من حيث التكلفة. ومع ذلك فإن العاملين في المنشآت الصناعية لا يدركون إمكانات كفاءة الطاقة وأهميتها في رفع الطاقة التشغيلية للمصانع، وينبغي توعيتهم باستمرار من خلال إعداد ونشر المعلومات المتعلقة بكفاءة استخدام الطاقة، ومراجعة الحسابات والممارسات، ومن هنا جاءت فكرة إعداد دليل متخصص في "الطاقة للصناعات في دول مجلس التعاون الخليجي" لتستفيد منه المصانع مع إضافة معلومات مهمة ذات صلة بوضع الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح العقيل أن المنظمة "استطاعت خلال السنوات الخمس الماضية عبر برنامج الدعم الصناعي، أن تقوم بترشيد الطاقة في 39 مصنعاً في دول مجلس التعاون الصناعي، 12 منها في المملكة العربية السعودية، و8 في دولة قطر، و5 مصانع في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، و4 مصانع في دولة الكويت". منوهاً بأن هذه المصانع التي تم تدقيق الطاقة فيها استطاعت خفض استهلاك الطاقة بنسبة تراوحت بين 7 و30 %، وخفضت استهلاك المياه بنسبة بين 25 و80 %، بينما خفضت النفايات بين 4 و80 %، وتم تحسين الإنتاجية بنسبة تراوحت بين 10 و60 %.
ونوه الأمين العام لـ"جويك" بأن اللجوء لترشيد الطاقة في هذه المصانع، "ساهم في خفض التكاليف حيث كان هناك توفير في قطاع المعادن بلغ حوالي 443 ألف دولار أميركي، وبلغ التوفير في قطاع  التعبئة والتغليف حوالي 42 ألف دولار، أما في قطاع البلاستيك فكان 32 ألف دولار". في حين كان هناك توفير في استهلاك الكهرباء بلغ مليون ونصف كيلو واط ساعة تقريباً في قطاع المعادن، ومليون ومئة ألف كيلو واط ساعة في التعبئة والتغليف، وقرابة مئتي ألف واط ساعة في قطاع البلاستيك.
ويوفر الدليل مبادئ توجيهية لمدققي الطاقة والعناصر الرئيسية للتحضير لبرنامج تدقيق الطاقة، مثل القيام بجرد وتحليل وقياس استخدام الطاقة وتحليل فواتير الطاقة وأنماط استخدامها وتحديد فرص الكفاءة وإجراء تحليل للتكاليف والفوائد وإعداد تقارير التقييم.
ووضع "دليل الطاقة للصناعات في دول مجلس التعاون الخليجي" مجموعة من الأهداف، يأتي في طليعتها الهدف الرئيسي من الدليل الذي يتمثل في توفير مرجع للعاملين في المصانع عن إجراءات وطرق تنفيذ البرامج لزيادة الكفاءة في استخدام الطاقة في جميع أشكالها، وتوفير المبادئ التوجيهية عن العناصر الرئيسية لتطبيق التدقيق الفني لكفاءة الطاقة وقياس استخدام الطاقة وتحليل فواتير الطاقة وقياس وتحليل أنماط استخدام الطاقة وتحديد فرص الكفاءة في استخدام الطاقة.
إلى جانب أهداف أخرى أهمها تقديم المعلومات للعاملين بصورة بسيطة وواضحة مشفوعة بالرسومات الفنية والرسوم التوضيحية لتسهيل فهمها وتوصيل المادة إلى جمهور واسع، والتركيز على أهمية وفوائد تنفيذ التدابير المتعلقة بالطاقة. إضافة إلى سهولة توجيه المادة العلمية إلى العاملين الفنيين وغير الفنيين، مثل المديرين وموظفي الصيانة والتقنية، مع التركيز على الفوائد المالية والبيئية من تنفيذ تدابير كفاءة الطاقة.
يركز الدليل على أهمية كفاءة استخدام الطاقة في الصناعة، والتقنيات المستخدمة في الإنتاج الصناعي وكيفية إعداد نظام لإدارة الطاقة داخل المصنع وإدارة الطاقة ومراقبة وجمع بيانات الطاقة. مع تقديم تصور ومعلومات عامة عن توزيع استخدام الطاقة في المصنع على سبيل المثال لا الحصر: عملية شراء الطاقة، والطاقة المنتجة في الموقع ومجموع الطاقة الحرارية المستخدمة. إلى جانب معلومات عن الاستهلاك من قبل المستخدمين النهائيين مثل الإضاءة ومعدات التكييف والضواغط والمراجل الصناعية والمراوح.. إلخ، مع طرح خيارات التمويل المتاحة لتشجيع الكفاءة في استخدام الطاقة وتوفير قائمة بالجهات المعنية بالكفاءة في استخدام الطاقة بالطاقة من الخبراء والاستشاريين في دول مجلس التعاون.
يتضمن دليل الطاقة العديد من المحاور أبرزها: خيارات الحفاظ على الطاقة في الصناعة خصوصاً بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومجالات الاقتصاد في استهلاك الطاقة، والنهج المتبع لتوفير الطاقة مع دراسات حالات فردية، وأفضل الممارسات في مجال كفاءة الطاقة، وأهمية كفاءة الطاقة في الصناعة، إضافة إلى تحليل استهلاك الطاقة وكفاءة الطاقة لقطاعات صناعية مختارة وقائمة بالجهات والخبراء والاستشاريين المعنيين بالكفاءة في استخدام الطاقة.
يذكر أن "جويك" تضع الإصدارات المتخصصة ضمن أبرز أولوياتها، وهي تنشط في مجال نشر المراجع الصناعية الهامة التي تتضمن البيانات والمعلومات المحدثة والموثوقة، في سبيل إتاحتها للجهات المعنية بقضايا التنمية والاستثمار واتخاذ القرار في دول مجلس التعاون، إيماناً منها بمدى أهمية المعلومات، ودورها الأساسي في دعم ومساندة القرار، وفي رسم وإعداد الخطط والدراسات التنموية والاستثمارية ومتابعة تنفيذها.