سعادة د. السادة: معايير السلامة غير قابلة للمساومة
السادة: إجراءات السلامة أسلوب حياة
تحت الرعاية الكريمة لمعالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة قطر، وبحضور سعادة وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر الدكتور محمد بن صالح السادة افتتحت "منظمة الخليج للاستشارات الصناعية" (جويك)، بالتعاون مع الشركة الأوروبية للاستشارات البترولية (EPC) البريطانية، اليوم "منتدى الخليج للسلامة" في فندق هيلتون الدوحة، وتستمر أعمال المنتدى حتى يوم غد الإثنين 31 أكتوبر. وقد حضر حفل الافتتاح حشد من الشخصيات القطرية والخليجية والعالمية.
وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية كل من سعادة وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر الدكتور محمد بن صالح السادة، وسعادة الأستاذ عبد العزيز بن حمد العقيل الأمين العام لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية، وسعادة السيد كولين تشابمين رئيس شركة "أي بي سي".
تشابمين
بداية رحب السيد كولين تشابمين بالحاضرين، مستعرضاً تعليمات السلامة في حال حدوث حريق خلال المنتدى والإجراءات المتبعة في هذه الحالة. ثم عرض فيلم قصير حول السلامة
https://www.youtube.com/watch?v=bvLaTupw-hk، وقال تشابمين "يُظهر الفيلم أهمية عيش السلامة مع كل نفس وفي كل قرار نتخذه في حياتنا اليومية بهدف تفادي التبعات القاتلة المحتملة". وختم متمنياً التوفيق لجميع المشاركين.
العقيل
وتحدث سعادة الأستاذ عبد العزيز بن حمد العقيل الأمين العام للمنظمة فأكد أن "السلامة أضحت محوراً أساسياً في النشاطات الاقتصادية والمعيشية كافة في العالم أجمع" لافتاً إلى أن "دول مجلس التعاون الخليجي أخذت موضوع السلامة على عاتقها وعملت على تقليل الإصابات الناتجة عن الحوادث إلى معدل الصفر. وشمل هذا التوجه جميع القطاعات، حيث أصبح تأمين سلامة الأفراد، والمنشآت والبيئة هو الاشتراط الأول لقيام الأنشطة الإنتاجية والاقتصادية والمنشآت الصناعية والتعليمية والصحية إلى جانب الفعاليات المختلفة".
وأشار العقيل إلى أن "تزايد الاهتمام الخليجي بالسلامة يظهر واضحاً مع وصول حجم سوق السلامة من الحريق بدول مجلس التعاون الخليجية إلى ما يفوق 1.4 مليار دولار أميركي حالياً"، موضحاً أن "المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تنالان نسبة 46 و43 % على التوالي من حجم هذه السوق". ولفت إلى أن "التوقعات تظهر أن حجم سوق سيرتفع إلى أكثر من 3 مليارات بحلول عام 2020 مع التطور المتزايد في قطاعي البنيات التحتية والصناعة التحويلية".
وأكد الأمين العام أن هذه المؤشرات دفعت "منظمة الخليج للاستشارات الصناعية" (جويك) بالتعاون مع الشركة الأوروبية للاستشارات البترولية (EPC)، لعقد "منتدى الخليج للسلامة" بهدف مناقشة تحديات تطورات تقنيات السلامة والبحث في إستراتيجية التقدم نحو المزيد من التطور بأنظمة السلامة في المنطقة، وصولاً إلى تحقيق تقليل الحوادث والإصابات بقطاع الإنشاءات، والقطاع الصناعي وقطاع الخدمات إضافة إلى إدارة الأزمات، وتحسين سلامة بيئة العمل وضمان التواصل بما يخدم السلامة ويحقق أهداف إستراتيجيتها.
وأوضح العقيل أن "المنتدى استقطب نخبة من الشركات الخليجية والعالمية العاملة في المنطقة لعرض تجاربها وتبادل الخبرات بما يقلل التكلفة ويساهم في رفع الكفاءات خاصة فيما يتعلق بتقنيات وأجهزة السلامة الحديثة. ومن أبرز هذه الشركات والتي نقدم لها خالص الشكر والتقدير لمشاركتها الفاعلة في هذا المنتدى: الهيئة السعودية للمواصفات والتقييس، ومؤسسة البترول الكويتية، وشركة قطر للألمنيوم، وشركة "كفاك"، و"أوريكس جي تي أل"، و"قطر ريل"، و"اللجنة العليا للمشاريع والإرث"، و"مطار حمد الدولي"، وشركة "سابك"، وشركة "لوبريف"، وشركة "دولفين للطاقة"، والشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود، وشركة "إيونيك" الإماراتية، وشركة نفط الكويت، وشركة البترول الوطنية الكويتية، وشركة "ياسرف"، وشركة "سامرف"، إضافة إلى الشركات الاستشارية العالمية العاملة في مجال تقنية ومعدات السلامة ومنها شركة "دي بونت"، وشركة "هوني ويل"، وشركة "اسبينتيك"، وشركة "ديكرا انسايت". كما نال المنتدى دعم مؤسسات عدة منها: مركز سلامة العمليات الصناعية في جامعة "تكساس أي أند أم" بقطر، و"شركة دي بونت" العالمية و"الخطوط الجوية القطرية".
وختم العقيل بتقديم الشكر لراعي المنتدى صاحب المعالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة قطر، على دعمه الدائم لمبادرات المنظمة، ولسعادة وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر الدكتور محمد بن صالح السادة على تشريفه لنا بمخاطبة الجلسة الافتتاحية"، متمنياً "لأعمال المنتدى النجاح والخروج بتوصيات من شأنها النهوض بالقطاع الصناعي في دولنا الخليجية".
السادة
ثم خاطب سعادة وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر الدكتور محمد بن صالح السادة الحضور شاكراً معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء الموقر ووزير الداخليّة، على دعمه للمنتدى ورعاية انعقاده في الدوحة معتبراً أن "رعاية معاليه لهذا الحدث المهم إنّما تؤكّد التزام الدولة بالسلامة في أوجه الحياة كافّة في دولة قطر، إذ يقام في وقت تحتلّ فيه مسألة السلامة أعلى سلّم الأولويّات في قطاعات الدولة المختلفة".
وأضاف سعادة الدكتور السادة "إن دولة قطر ودول الخليج الأخرى لا يمكنها أن تتراخى في تطبيق معايير السلامة. فقد حرصت دولة قطر من جانبها على وضع التشريعات اللازمة لتقنين إجراءات السلامة، وإلى تطوير النظام الإداري اللازم لإدارتها. بدءاً من إعداد الكوادر المتخصصة، ووضع الضوابط والمواصفات لجميع المشروعات التي تقام بالدولة وانتهاء بمراقبة تنفيذها"، مشدداً على أننا "نؤمن بأنه لا يوجد مشروع ناجح لا يقترن بأداء فاعل وملتزم بإجراءات السلامة".
وأضاف سعادته "لا شك في أنّ كلّ الشركات الخليجيّة وعلى رأسها شركات الغاز والنفط قد اعتمدت إجراءات صارمة لضمان تقليص المخاطر في مشاريعها وعملياتها، غير أنّ السلامة هي عبارة عن مسار طويل يتطلّب تضافر الجهود والعمل يدًا بيد من أجل تحويل تلك الإجراءات إلى أسلوب حياة".
وأكد سعادة الوزير السادة "إنّ دولة قطر تتشرّف باستضافة هذا الاجتماع الذي يستقطب خيرة المتحدّثين والخبراء من المجالات الصناعيّة المختلفة، ومن الإيجابي جدًّا أن يجتمع هنا اليوم هذا الحفل من النظراء ليس فقط من قطاع الطاقة ولكن أيضًا من الجهات الفاعلة الرئيسة في مجال النقل والبناء والخدمات."
وخاطب سعادة وزير الطاقة والصناعة المشاركين قائلاً "سوف يناقش اجتماعكم هذا موضوعات ومسائل تتعلق بالسلامة، بدءاً من إدارة سلامة العمليّات، إلى السلامة في مكان العمل وتطوير كفاءة القوى العاملة، وكلّها تشكّل تحدّياً مهمّاً في مجال السلامة على المستوى الإقليمي".
وأكد سعادته أنه "من الإنصاف القول إنّ التحسينات في مجال السلامة تجري على قدم وساق، خصوصًا أنّها تترافق مع الابتكارات التكنولوجيّة الحديثة التي تضطلع بدور بارز في هذا المجال، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أهمية تحسين التواصل والثقافة في مجال السلامة، بالإضافة إلى وجود الكوادر الواعية والتزامها بمعايير السلامة وهو ما من شأنه أن يعزّز جهود دول المنطقة الرامية إلى القضاء على الحوادث"، مضيفاً أنه "لا شك فيه أن ثقافة السلامة مقرونةً بالتزام الإدارة العليا بمعايير واضحة للسلامة أمر لا يقبل المساومة".
وتوقف سعادة الوزير عند "المبادرة المهمة التي أتى بها "منتدى الخليج للسلامة" ألا وهي إطلاق "جائزة الخليج للسلامة" للمرّة الأولى من ضمن فعاليّات المنتدى، وانتهزها فرصةً كي أهنّئ الشركات المرشّحة التي أثبتت التزامها بمعايير السلامة وبذلت جهودًا لامتناهية من أجل تحقيقها. ولقد نجح عدد من هذه الشركات بتطبيق نظام متطور لإدارة السلامة ومؤشّرات الأداء الأساسيّة ونظام المراقبة للسير بخطوات واثقة نحو القضاء على الخسائر والإصابات".
وختم سعادة الدكتور السادة بشكر وتهنئة الشركة الأوروبّيّة للاستشارات البتروليّة (EPC) ومنظّمة الخليج للاستشارات الصناعيّة (GOIC) على جهودهما لتنظيم هذا الحدث المهم، والشكر موصول إلى كلّ الجهات الداعمة، فمن دون دعمها ومساهمتها لم يكن هذا المنتدى أن يرى النور. وتمنّى لكم جميعاً التوفيق في منتداكم هذا، ولضيوف دولة قطر طيب الإقامة في الدوحة".
جائزة الخليج للسلامة
وقد أعلنت الأستاذة تميمة ضاهر المدير العام في الشرق الأوسط للشركة الأوروبية للاستشارات البترولية (EPC)، خلال المنتدى عن فوز شركة "أوريكس جي تي أل" بجائزة الخليج للسلامة في دورتها الأولى، وهذه هي المرة الأولى في المنطقة التي تمنح فيها جائزة لأفضل مشروع للسلامة نفذته إحدى الشركات المشاركة بحضور المنتدى. وقد سلم سعادة الوزير السادة الجائزة لممثل الشركة الأستاذ محمد شريف إبراهيم المشيري الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في الشركة.
وقامت لجنة من المحكمين برئاسة الدكتور علي الملا الأمين العام المساعد لقطاع المشروعات الصناعية في "جويك" بتقييم المشاريع المنافسة لاختيار أفضل مشروع. وقد ضمت اللجنة في عضويتها كل من شركة "دي بونت" و"مركز سلامة العمليات الصناعية" في جامعة "تكساس أي أند أم" بقطر، وشركة "أي بي سي".
وقد شاركت في التصفيات النهائية لهذه الجائزة بالإضافة إلى الشركة الفائزة كل من الشركات التالية: "ياسرف"، و"مؤسسة البترول الكويتية"، وشركة قطر للإضافات البترولية المحدودة "كفاك"، و"قطر ريل".
مذكرة تفاهم
وقد وقعت "جويك" خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى مذكرة تفاهم لمدة خمس سنوات مع مركز الاختبارات الهندسية في جامعة "تكساس أي أند ام" بهدف التعاون بين الطرفين في أنشطة فرع الدوحة لمركز ماري كاي أوكونور للسلامة التابع للجامعة.
وقع المذكرة من جانب "جويك" سعادة الأمين العام الأستاذ عبد العزيز بن حمد العقيل، وعن المركز الدكتور سام منان مدير مركز السلامة الصناعية في جامعة "تكساس أى أند أم" في الولايات المتحدة الأميركية.
ومن خلال مذكرة التفاهم هذه، فإن الجانبين سيعملان على تعزيز التواصل المنتظم بينهما وتبادل المعرفة في مجال السلامة بهدف تسليط الضوء على أهميتها في قطر والشرق الأوسط. وسيقدم كلا الطرفان الدعم والمساهمة قدر الإمكان في المؤتمرات والندوات والمنتديات وورش العمل التي ينظمها أحدهما، بالإضافة إلى الدورات التدريبية واجتماعات اللجنة التوجيهية واللجنة التقنية الاستشارية لمركز "ماري كاي أوكونور للسلامة" في قطر.
البرنامج
عقب الجلسة الافتتاحية وفي اليوم الأول أربعة جلسات فنية تناولت مواصفات إدارة السلامة الصناعية وكيفية تنفيذ إدارة السلامة وإدارة سلامة العمليات، ثم حلقة نقاش حول الأطر التنظيمية للسلامة ومقاييسها وكيفية بناء القدرات:
وفي اليوم الثاني (31 أكتوبر 2016)، ومن خلال أربع جلسات فنية ستتم مناقشة السلامة السلوكية وكيفية التعامل مع الطوارئ، وثقافة وأطر السلامة الصناعية، إضافة إلى هندسة وتقنية السلامة.
يشار إلى أنه سيعقب "منتدى الخليج للسلامة" ورشتي عمل في مجالي أساسيات إدارة السلامة الصناعية وإستراتيجية إدارة العمليات في قطاعي النفط والغاز ولفترة يومين على التوالي ابتداء من الأول من نوفمبر 2016، توفر هذه الورش فرصة للعاملين في قطاعي النفط والغاز بدول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز القدرات وتطوير المهارات في مجال سلامة العمليات الصناعية.